الوجود العسكري الامريكي في اليمن ضاعف من تعقيدات محادثات السلام في الكويت
8 مايو، 2016
522 7 دقائق
يمنات – صنعاء
منذ بداية العمليات العسكرية للتحالف، الذي تقوده السعودية في اليمن، قدمت الولايات المتحدة دعما لهذا التحالف الذي كان هدفه إعادة عبد ربه منصورهادي الى سدة الحكم في البلاد.
وقد هيأت هذه الحرب بيئة ملائمة لانتشار تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين وتوسعهما. فبعد شهر على بداية الحرب في نهاية مارس / آذار عام 2015، انسحبت قوات الجيش ومسلحي انصارالله من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت كبرى محافظات اليمن، وسيطرت عناصر “القاعدة” على المدينة والبلدات القريبة وحكمتها طوال عام كامل.
تنظيما “القاعدة” و”داعش” استغلا الحرب، التي حملت شعارات مذهبية، وانتشرا في معظم محافظات الجنوب وفي البيضاء وتعز وسط البلاد، وقاتل عناصر هذين التنظيمين إلى جانب المقاومة ضد انصارالله وقوات الرئيس السابق.
وبعد ان أصبح تنظيم “القاعدة” يدير “إمارة” حضرموت، وأصبح لديه كميات كبيرة من الأسلحةالتي استولى عليها من معسكرات الجيش والأمن، وملايين الدولارات التي نهبهامن البنوك أومن عائدات الضرائب على التجارة وإدارة ميناء المكلا؛ قررت الإمارات وقوات هادي إنهاء هذه الإمارة، وطلبتا الدعم والمساندة من الولايات المتحدة.
ولا يمكن فصل هذا الطلب عن المواجهة مع انصارالله وقوات الرئيس السابق؛ لأنتنامي قوة “القاعدة” ونفوذه هما نتاج طبيعي للحرب، التي وإن تمكنت من تحرير محافظات عديدة من سيطرة الحوثيين، فإنها حتى الآن لم تستطع هزيمتهم بشكل كامل؛ بل إنالرياض فتحت اتصالات مباشرة وسرية مع قادة الجماعة وعقدا اتفاقا لوقف القتال على طول الشريط الحدودي، وهي تقدم نفسها اليوم باعتبارها راعية للسلام في اليمن.
وفي ظل التعقيدات التي تواجهها محادثات السلام الجارية في الكويت، فإن الوجود العسكري الامريكي في اليمن ضاعف من هذه التعقيدات، وبات هذا الوجود سببا لتعليق الجلسات. ويبدو أن تاثيره سيستمر؛ حيث يصر “أنصار الله” وممثلو حزب الرئيس السابق على ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية من اليمن، وبينها الامريكية والإماراتية والسعودية؛ بل وذهبوا إلى معارضة الغارات الجوية ضد مواقع “القاعدة” باعتبار ذلك انتهاكا للسيادة.
ولأن جانب حكومة هادي تعتمد على قوات التحالف في مساندة قواته في المواجهة مع “القاعدة”، فإنه وجد نفسه الأقل قدرة على المحاججة؛ واكتفى باعتبار ما صدر عن خصومه دفاعا عن الاٍرهاب، ورفضًا للحرب على”القاعدة”، التي جعلها سببا لاجتياحه المحافظات؛ ولاتهام الرئيس هادي وحكومته حينها بالتواطؤ مع من وصفهم بـ”الدواعش”.
وإذا ما أخذ في الاعتبار أن للولايات المتحدة تجارب سيئة في المنطقة العربية والقرن الإفريقي، فإنها عملت طوال السنوات السابقة للحرب من داخل الأراضي اليمنية عبر غرف عمليات مشتركة استهدفت مواقع ونشطاء تنظيم “القاعدة” في مختلف المناطق؛ ولكنها سحبت كل عسكرييها مع اجتياح انصارالله العاصمة وقبل وصولهم أيضا إلى مدينة عدن.
ولهذا، فإن الاعتقاد السائد هو أن واشنطن ستقدم دعما ومساندة محدودين للقوات الاماراتية والسعودية واليمنية، لكنها لن تجرؤ على المشاركة في المواجهات على الأرض .